مــع الأســــــف مـا أكــثــر الاغــبــيــاء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على رسول الله محمّد.. و على اله و صحبه أجمعين

حديثنا اليوم.. عن الخشوع في الصلاة.. وهو الأمر الذي معظم العباد لا ينجحون به

و سـنبدأ بـأهميّة الخشوع في الصلاة.. التي في تحصيل خشوعها.. يفلح الؤمن.. كما يقول جلّ جلاله..

حيث يقول تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم : قد أفلح المؤمنون () الذين هم في صلاتهم خاشعون

و من لا يخشع في صلاته.. أو يصلّيها كيف ما كان.. كـنقر الديك كما يقول رسولنا الكريم..

فـمن يفعل ذلك.. فـهو في خسران كبير.. ومع الأسف.. معظمنا لا يخشع في صلاته.. و وصف رسولنا الكريم من لا يخشع في صلاته..

بـأنّه سارق !!

حيث يقول رسولنا الكريم في الحديث :

قال صلى الله عليه وسلم: (أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته)

قالوا: يارسول الله، وكيف يسرق من صلاته؟، قال: (لايتمّ ركوعها ولاسجودها)

رواه الإمام أحمد

السؤال هو.. لماذا نحن أغبياء و لا نخشع في صلاتنا و لا نعطيها حقّها ؟

قد يقول أحدكم : قد لا نخشع في صلاتنا.. لكن لماذا تتهمّ نفسك و تتهمّنا بـالغباء ؟

و هنا.. سأقول الجواب.. عن تجربة.. و الكلّ طبعا يعيش هذه التجربة

الحياة أخواني كما نعلم.. لا تساوي عند الله جناح بعوضة.. كما قال رسولنا الكريم في الحديث الشريف

هذا واحد

و في الجهة الثانية.. من منّا لم يحزن في حياته ؟ من فيكم لم يغدر به أصدقائه أو رفقائه.. أو تركته حبيبته ؟

من منّا لم تخيّب الدنيا أمله ؟ من منّا يركض و يركض وراء أن يحصّل أموره الدنيويّة.. و لكنّه لا يحقّق ما يحلم به ؟

من منّا لولا فضل الله عليه و على عائلته.. كادت الدنيا أن تدهسه بـقدميها و تترك خلفها فقيرا جائعا لا يجد لقمة خبز !

من منّا لم تقسو عليه الحياة و لم تتركه حزينا.. و أغرقته في مشاكلها و همومها ؟

طيّب

رح تقولون : و ما علاقة الدنيا بـالخشوع في الصلاة ؟

الجواب : ليش يا اخوان.. عندما نصلّلي.. بـالله عليكم.. بـماذا نفكّر ؟؟؟

ألا نفكّر بـأمور الدنيا ؟ ألا تفكّر أخي في مشاريعك و مشاكلها و الحبّ و همومه و أصدقائك و الغدر و الأحلام التي تكسّرت وووووو ؟

ألا تفكّرين أختي بـحبيبك الذي خذلك و أصدقاء الذين معظمهم خيّبوا أملك.. و في مشاكل الدنيا والحزن و الأسى و ما الى هنالك ؟

طيّب.. فوق أنّها لا تساوي جناح بعوضة.. و فوق أنّها قاسية و تقسو علينا في أحيان كثيرة ..

و فوق أنّها فتّانة.. تفتن بنا و تلهينا عن أمور الاخرة و وعود المولى عزّ وجلّ بـجنّات تجري من تحتها الأنهار

فوق كلّ هذا.. و كلّ همومها و مظالمها.. أدخلناها في النصف ساعة اليوميّة من أصل 24 ساعة !!..

و أدخلناها في النصف ساعة التي من المفروض أن نعطيها للصلوات الخمس في اليوم

و للخشوع طبعا الذي من المفروض أن نعيشه في هذه النصف الساعة في اليوم الواحد..

كـمجموع الصلوات الخمس

فـبالله عليكم.. ألسنا أغبياء ؟

ألسنا ظالمين في حقّ أنفسنا ؟

ألسنا سارقين ؟ ألسنا حمقى بـاضاعة حسنات و نعم كثيرة نتحصّل عليها في خشوعنا و تركيزنا في صلاتنا ؟

ألسنا ظالمين عندما نترك الخشوع الذي يرضي الله عزّ وجلّ .. و يجعلنا نفوز بالجنّات العنان ؟

كلمة أخيرة : الدنيا فيها الحلو و المرّ.. و معظمها مرّ..

و كلّنا نضع امالنا في الأخرة.. فـاخشع في صلاتك..

و لا تخسر الدنيا و الاخرة

هذا و صلّلوا على سيّدنا محمّد.. و على اله و صحبه أجمعين